يحدث الهبوط في الأبنية والمنشآت عادة بعد اكتمال وإنهاء بنائها من قبل المقاول (شركات أو مؤسسات المقاولات) بفترة وجيزة وغالباً لا يتضح الهبوط إلا بعد إتمام بناء المنشأة بسبب الوصول إلى الوزن الكامل للمبنى و البدء بإستخدام المبنى بالحد الأقصى لكامل وظائفه ونشاطاته مثل سريان المياه في مواسير الصرف و التغذية وملء الخزانات والبيارات الأرضية وغرف التفتيش وتركيب المعدات والفرش والأجهزة وخلافه.

أسباب هبوط المباني

ويكون الهبوط ناتج عن عدة أسباب منها:

إنشاء المبنى على أرض غير مستقرة (رملية أو تربة أو دفان ) دون إجراء اختبار تحمل التربة، وتكون حمولة المبنى أكبر من تحمل التربة لذلك من الضروري دراسة واختبار قوة تحمل التربة قبل الشروع بالبناء عن طريق المكاتب الهندسية والمختبرات المرخصة.
وجود تسريب في الماء سواء كان من الشبكة العامة لمياه التعذية أو من شبكة الصرف الصحي أو من الخزان الأرضي أو تصريف الماء من البيارة (التي تعمل بطريقة الترشيح) إلى التربة أسفل القواعد أو ارتفاع منسوب المياه في الأرض او من أي مصدر أخر، مما يؤدي لانزياح أو هبوط في التربة وبالتالي هبوط المبني.
عدم توافق حجم القواعد مع الحمولات المخصصة لها (خطأ في التصميم الإنشائي). حيث تكون أصغر من الحجم المطلوب ليناسب الحمولات الموقعة. لذلك يفضل إنشاء قواعد المبنى على أرض صخرية أو صلبة، و في حال كان الدفان عمقه كبير يتم حقن التربة بالخرسانة و ردم طبقة Subbase)) صب بيز ورصها جيداً وإجراء اختبارات الرص ثم إنشاء القواعد والمبنى عليها.

الآثار الناتجة عن هبوط المباني

و من أهم آثار ونتائج الهبوط في المبنى ظهور التشققات و الشروخ في جدران البلوك يمكن أن تكون أفقية أو عمودية أو كلاهما بحسب مقدار الهبوط , وقد يؤدي أيضاً الى تموج في بلاط الأرضيات بالدور الأرضي و تقبيع في البلاط في الأرضيات و حتى الجدران , و في حال كان الهبوط كبير قد يؤدي بضرر في تمديدات مواسير السباكة و الكهرباء و التمديدات الأخرى.

معالجته

يجب الوقوف على سبب الهبوط الرئيسي واستئصاله، ففي حال وجود تسريب مياه إلى التربة أسفل القواعد يجب ايجاد مصدر التسريب و معالجته وإيقاف التسريب، وبعدها يتم معالجة الهبوط كالتالي:

يتم زرع أوتاد في القواعد بحيث بحيث يكون في كل قاعدة 4 أوتاد موزعة على أركان القاعدة تثبت بها عن طريق عمل فتحات ( كورينغ ) بقطر 4 بوصة من خلال القاعدة و بعمق لا يقل عن 10 م ويستخدم حديد تسليح ( حديد سابك مثلاً ) ذو أقطار تُحدد وفقاً لدراسة إنشائية دقيقة .
يتم حقن التربة في حال تبين أنها ضعيفة و غير مستقرة
يتم ملئ التجاويف و التكهفات في التربة أسفل المبنى بخرسانة اسمنتية
يتم معالجة الشقوق و التصدعات في الجدران بمواد اسمنتية خاصة أو بمواد ايبوكسي من أحد المصانع المختصة ( فوسام ، باسف أ،همبل ، جوتن ) و اعادة التشطيب لأعمال اللياسة و الدهان و البلاط خلافه .

أخطاء شائعة

من الأخطاء الشائعة لدى البعض أنه يقوم بمعالجة الشروخ في المبنى وإعادة تشطيبه من بورسلان سيراميك و بلاط و دهان …إلخ دون معالجة المسبب للهبوط و معالجة الهبوط , و هذا ما يؤدي إلى ظهور تشققات و شروخ و مشاكل أكبر في المبنى بعد إعادة تشطيبه بفترة وجيزة , لذا ينصح في حال ظهور أي تشققات أو شروخ أو هبوط في أرضيات المبنى استشارة مهندس مشرف و توكيل العمل لمؤسسة أو شركة مقاولات مختصة تحت إشراف المهندس المشرف لمعالجة مسبب الهبوط بالدرجة الأولى.

نصائح هامة

ننصح كل شخص مُقبل على بناء بيته أو أي منشأة أخرى أن يختار الموقع الصحيح والمناسب ، حيث يجب الإبتعاد قدر الإمكان عن المناطق المنخفضة أو ذات مياه جوفيه منسوبها مرتفع أو المناطق القريبة من المصانع والمناطق الصناعية وغيرها من المنشآت ذات الإستخدامات الخاصة ، وكما ذكرنا سابقاً من الضروري جداً القيام باختبارات التربة من حيث قوة التحمل والتجانس ومنسوب المياه الجوفية قبل الشروع بالبناء.

إذا أفادك المقال فيرجى ترك تقييمك لنا هنا، لن يأخذ منك أكثر من ضغطة زر واحدة